بقلم: محمد أبو طرقان
عرف مقر وكالة التشغيل ” أنابيك ” بشيشاوة ازدحاما غير مسبوق على إثر الإعلان الذي تم نشره على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الذي بمقتضاه أعلنت الدولة الفرنسية أنها تريد تشغيل عدد مهم من اليد العاملة بقطاع الفلاحة بمزارع فرنسية.
وبغض النظر عن طبيعة العمل الفلاحي الذي سيمارسه هؤلاء العمال بالمزارع الفرنسية والذي لم يحدد الإعلان نوعه وطبيعته، فإن الإقبال على التسجيل على الوكالة كان بشكل كثيف ومن مختلف الفئات العمرية وبمستويات ثقافية متفاوتة، فهناك الحاصل على الماستر والإجازة ودبلومات فلاحية ابتداءا من التأهيل إلى تقني متخصص، الشيء الذي يطرح أكثر من علامات استفهام حول الفرص التي يوفرها سوق الشغل بالنسبة لحملة الشواهد والدبلومات بالمغرب عامة وبإقليم شيشاوة خاصة.
ففي ظل الظرفية الاقتصادية بإقليم شيشاوة والمتسمة بالجفاف والعجز المائي ومنع حفر الآبار (مما قلص المساحات المزروعة المشغلة لليد العاملة) وغياب مصانع وضعف الحركة التجارية، كلها عوامل جعلت شباب إقليم شيشاوة يحلمون بالهجرة إلى ما وراء البحار طلبا لدخل يصون كرامتهم ويحفظ ماء وجوههم ويشجعهم على التفكير في خلق أسر بالنسبة للعزاب منهم، وبلوغ الحد الأدنى لمستوى العيش الكريم بالنسبة لأصحاب الأسر.
ليبقى السؤال المطروح حول الماهية الاقتصادية لإقليم شيشاوة، هل هو فلاحي أم صناعي أم تجاري أم كل ذلك؟ أم لا شيء من ذلك؟.
ليصبح التفكير في علامة إقتصادية أمرا ملحا ومستعجلا تجعل الطريق للعمل وأدوات الاشتغال واضحة لخلق تنمية مولدة لفرص الشغل ومنتجة لثروة، بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة والمصالح الخاصة المغلفة بإدعائات المصلحة العامة، والتي زجت بالإقليم في متاهات أفقدتنا بوصلة التحكم في حبل التنمية.
أضف تعليق